الأدهان بهذا اللفظ العام تضم تحتها الكثير من التصنيفات مثل دهن العود، والورد والعنبر والمسك والصندل والزيوت العطرية بشكل عام، ولن نتكلم عن الزيوت العطرية؛ كونها خاماً لا يستخدم للتطيب مباشرة في الغالب، وسيكون كلامنا عن الورد والعنبر والمسك ودهن العود بتفصيل :
- الورد : الوردة الدمشقية هي العائلة التي يستخلص منها أدهان الورد الطبيعي من عدة مناطق في العالم، فمثلاً الورد الهندي والطائفي وسبارتا والبلغاري والمغربي، وتختلف نكهاتها وحدتها من منطقة لأخرى، ويعتبر أشدها فواحانا وأرقاها الورد الطايفي.
ويعرف الورد بحرارته وسرعة انتشاره وفوحانه وقلة ثباته
- العنبر : ويختلف دهن العنبر عن عنبر الحوت الخام المستخرج من الحوت، فعنبر الحوت الخام رائحته حيوانية قوية ولا يستخدم كدهن، ولكن بعضهم يذيبه في خلطات في الأدهان والعطور فتكون رائحته عطرة جميل، أما دهن العنبر فهو عنبر نباتي، يستخلص من خلط مجموعة من الأعشاب والنباتات العطرية ليتكون دهن العنبر، ويتميز بقوة فوحانه وطول ثباته، وكذلك يستخدم في الخلط ليعطي فوحاناً وانتشاراً أكبر.
- المسك : وتختلف أدهان المسك عن المسك الطبيعي الخام، فبودرة مسك الغزال الخام رائحته قوية شديدة غير مقبول، لكنها اذا حُلّت في غيرها كالصندل او خلطات الادهان والعطور تكون رائحتها أكثر قبول بل وتعطي نكهة وبعداً آخر، أما ما يسمى دهن مسك الغزال فإما أن يكون المسك الخام محلولاً مع مكون آخر كالصندل والورد، أو أن يكون كيميائي صناعي لكن غالبه تستخدم فيه مواد وتقنيات تجعله آمناً على البشرة وغير مسبب للحساسية، وكذلك يتميز بطول ثباته وقوة فوحانه، أما المسك الغالب على السوق والذي يأتي بنكهات فهو عبارة عن زيوت عطرية وألوان وشمع، ويتفاوت ثباتها حسب تركيزها وجودة الزيوت المستخدمة، وتتواجد بعض الأنواع القليلة تكون مكوناتها طبيعيو.
- أدهان العود : وسنتكلم الأدهان الطبيعية الصافية النقية الخالصة (بيور)، لأن ثباتها وفوحانه يختلف عن التي يضاف لها أو يخلط معها مستخلصات أخرى، وهنا تنبيه إلى أن الثبات لا يلزم أن يكون فواحا واسع الانتشار في نفس الوقت، والعكس كذلك كونه فواحاً لا يلزم منه أن يكون ثابتاً.
وتنبيه آخر أنه لا تلازم بين أن يكون الدهن الطبيعي الصافي طويل الثبات، فقد يكون الدهن مخلوطاً وثباته عالٍ جداً، فليس من لازم أصلية الدهن وجودته أن يكون ثابتاً فقط، فالثبات ليس له قاعدة ثابتة،
وبالنسبة لعوامل ثبات دهن العود فمنها ما هو متعلق بطبيعته وطريقة إنتاجه مثل :
1- مدة تعتيق الدهن : -والتعتيق نزع الرطوبة المتبقية بعد استخلاص الدهن- فكلما كانت أطول كان الثبات أعلى.
2- مدة تخزين الدهن : وهو عمر الدهن بعد انتهاء طبخه، فكلما كان تخزينه أقدم كان ثباته أطول.
3- قوة الدهن ذاته : فبعض الأدهان كالهندي واللاوسي والبورمي والكلمنتان والسيلاني فيها خاصية طول الثبات.
ومنها ما هو متعلق بحسب استخدام كل شخص من أهمها :
1- طبيعة البشرة : فكون البشرة دهنية أو جافة يفرق في الثبات، بل حتى لون البشرة يؤثر، وإفرازات الجسم كذلك تؤثر في الثبات والفوحان.
2- القماش : فالقماش ان كان من صوف فهو أعلى ثباتاً من القطن، والقطن أعلى ثباتاً من السلك والحرير، وهكذا لكل قماش فترة ثبات مختلفة عن الآخر.
3- مكان وضع الدهن : فوضعه في مكان تكثر فيه الافرازات ووصول الماء إليه متكرر مؤثر جداً على ثباته وانتشاره، بخلاف وضعه في الشعر أو الرقبة او الشماغ والعقال والاماكن التي لا يصلها الماء فيكون ثباتها أعلى.
4- كمية التطيب : فكلما كانت أكثر كان الثبات أعلى قطعاً.
5- طريقة التطيب : من الأمور الفارقة جداً في هذا الباب، فالترطيب قبل التبخر، والتبخر ثم وضع الدهن، ووضع الدهن في أماكن منوعة على الجسم والثياب لمراعاة الثبات والفوحان، كل هذا له أثر وسيتم التفصيل في طرق التطيب في مقالة أخرى.
6- وقت التطيب : فثبات الدهن في الصيف أقل الشتاء، وأول النهار مع الحرارة غير أخر النهار أو الليل.
7- كثرة الاستخدام : فكلما كان تكرارك لعملية التطيب أكثر في اليوم كان هذا معينا ً على طول الثبات.
8- مزج أدهان مختلفة : فمثلاً إذا مزجت بين دهن عود معتق ثابت وآخر فواح أقل ثباتاً، فإن النتيجة تكون مبهرة.
فليس هناك ثبات وفوحان معين ينطبق على كل عميل، لاختلاف كل ما سبق، فلذلك نركز في رتوة على نقاء وصفاء الدهن، وتكون تجربتك هي الحكم على ثبات الدهن مع مراعاة الأمور المذكورة أعلاه.