للخطوط والنكهات العطرية عوائل تنتمي إليها، ومن الأمور التي ينبغي مراعاتها عند شراء الطيب مواءمة ذوقك للعائلة العطرية، ومن هنا يحصل بعض الخلل في ذم المنتجات من بعض العملاء؛ ليس لقلة جودتها، بل لعدم مناسبة ذوقه لهذا الخط العطري.
وسيكون كلامنا في هذه المقالة عن نكهات وفوح أدهان العود الصافية بالذات، لأن موضوعها مطول يحتاج لتركيز، وسيتم ذكر الأوصاف الغالبة المنتشرة بين أغلب تجار العود المتخصصين بشكل تقريبي حتى يتصور العميل المقصود من كل وصف في حال رآه في أي مكان، وهنا إشارتان هامتان :
1- أن الوصف اجتهادي نسبي غالبي لتقريب الرائحة وإعطاء انطباع عنه، والبعض -وهم قليل بإذن الله- لا يجيد استخدام هذه الأوصاف، لأنه أمر دقيق يحتاج لطول ممارسة.
ويختلف الناس في إعطاء انطباعاتهم حسب اعتبار كل شخص، أو لأنه قد يكون هو وصف المصدر له فيعتمده، وقد يكون الأمر تسويقيا.
2- الأصل في الحكم على الوصف ما هو متعارف عليه بين التجار المتخصصين الثقات، فربما يتصور العميل رائحة من خلال الوصف ثم لا تكون كما توقع، فهذا لا يطعن في وصف التاجر -إن كان موافقاً للرائحة- ويبقى أن الوصف تقريبي غالبي، ولذلك نعطي خيار استرجاع الأدهان ما لم يمس جلد العميل.
وهناك أمور متعلقة بإنتاج الدهن تؤثر على نكهته وفوحه، نذكر أهمها باختصار :
1- طبيعة مناطق شجر العود : فالهند لها نكهة مختلفة عن اندونيسيا، وتايلند تختلف عن لاوس وهكذا
2- جودة خشب العود المقطر منها الدهن : فأشجار الغابات المعمرة أفضل نكهة من الأشجار المستزرعة، والمستزرعة المحفزة بمواد طبيعية أجمل نكهة من المحفزة بمواد كيميائية.
3- عمر الشجرة : فكلما كانت أقدم كان الفوح أقوى وأزكى.
4- مكان الشجرة : فأشجار العود الجبلية لها نكهة مميزة عن الموجودة في السهول وقرب الأنهار.
5- درجة نشارةخشب العود المعد للطبخ : فكلما كانت النشارة أجود كان الفوح أرقى.
6- مدة تخمير نشارة خشب العود : فطول فترة التخمير تؤثر على حدة الفوح وقوته، بخلاف الدهن الذي يخمر لفترة يسيرة فيكون أهدأ وأنعم.
فهذه الأمور تؤثر في بعض الأوصاف سيتم ذكرها لاحقاً.
الأوصاف :
1- بخوري : وهو الذي يعطي رائحة خشب البخور لمن تدهن به، وهو الغالب في الأدهان الأندونيسية وبعض الأدهان الهندية والتايلندية، وتظهر هذا الفوح بعد فترة من التطيب وهدوء الدهن.
2- سكري (سويتي) : وهي الرائحة التي تعطي ايحاء الحلا، وكأنك تستطعم شيئاً حالياً، ويغلب هذا الوصف في الأدهان التايلندية والكمبودية.
3- حيواني (حاد) : ويعبر عنه بعضهم برائحة زخمة أو صلفة، وهو وصف للدهن الذي فيه قوة ونطعة من بدايته، وهو الغالب على الأدهان الهندية واللاوسية والفيتنامية وما حولها؛ وهذا متعلق بطول فترة طبخ وتخمير الدهن.
4- زهوري : وهي الذي يعطي إيحاء النعومة والزهور وكأنه مخلوط برائحة أخرى، لكن هذه طبيعته، ويأتي في الأدهان التايلندية بكثرة.
5- ترابي : وهو الإيحاء الذي يعطي رائحة المطر مع التراب والطين، وهي الروائح المميزة، وتتواجد في اندونيسيا والصين.
6- عسلي : وهي على اسمها تعطي إيحاء رائحة نطعة العسل، وكأنها خليط بين رائحة البخور والعسل، وتتواجد في الأدهان التايلندية والكمبودية.
7- الجمع بين صفتين : فيكون الدهن طبيعياً صافياً، لكن نكهته وفوحه بين البخوري الزهوري كبعض الأدهان التايلندية، أو حاد وسكري كبعض الخطوط اللاوسية والهندية.
وبالنسبة لفوح المسك، فغالباً ما يكون بين هذه النكهات :
1- النظافة : وهو الإيحاء الأكثر شهرة ويفضل الناس استخدامه بعد الاستحمام ومنها الروائح البودرية مثل مسك صفي.
2- الفاكهية : وهي التي تعطي إيحاء لروائح الفواكه المنعشة، مثل مسك جلنار.
3- الزهورية : وهي التي تعطي إيحاء لروائح الزهور الناعمة مثل مسك رزون.
4- العطرية : وهي التي تعطي إيحاء وكأنك متعطر مثل مسك سديم.
5- الرسمية : وهي التي تعطي إيحاء الفخامة والروائح الشرقية مثل مسك مسايير.
6- الجميع بين وصفين :كأن يكون نظافة عطرية مثل مسك كميل.